2217155391851958. أحبكم...
top of page

أحبكم...


بعد فيديو ألما و حكايتها.. وصلتني رسائلكم الكثيرة تسأل لماذا لا أضع كثيراً من الفيديوهات لي، لعائلتي و لطفلتي…

الحقيقة يا أحبتي أنا أشعر بالخجل…

كل مرة أحتضن طفلتي فيها، أشم في ملابسها رائحة يتامى سوريا و العراق.. فأحمد الله على نعمة احتضاننا لأطفالنا، و أحاول مساعدة الآخرين…

كل مرة آكل فيها في مطعم.. أراقب صحون الناس.. و أتخيّل أيدي الفقراء الذين قضوا جوعاً تمتد من السماء.. فلا أصوّر الصحن، بل السماء…

كل رحلة أقوم بها.. ومع كل حمد لله محاولة شكره بخدمة عباده لا بالتفاخر بينهم…

في كل مطار وبين مئات البشر.. أسأل نفسي: كيف نجعل الحياة عادلة؟

كتبتُ في الجزء الأول لرواية “ عليّ السوري” :

“لا زلت أدهش كيف يقبل السوريون بحمل نسائهم و الأطفال اليتامى يملؤون شوارع العالم!”

و صدقاً كان هذا السبب الرئيس لكون ألما وحيدة بلا أخوة.

في قلبي أطفال متبنون.. ينتمون لي كما ابنتي تماماً.. و أنتمي لهم، فلا أتحزب..

أنتمي إلى كل مؤمن من أيّة دولة.. ديانة.. عرق.. جنس.. معتقد كان..

لذلك عندما يقول عني البعض أنّي سوريّة فقط أرفض..

و عندما يصفوني بالعربيّة أرفض..

و عندما يقولون مسلمة.. أصحح لهم:

مؤمنة في قلبها الله ولا حدود لضميري…

كل مرة أعود من عملي في المشفى -لمدة عشرة ساعات على الأقل- يومياً عدا العطل.. أمسك كتاباتي وأشكو للأوراق اغترابنا و تهجيرنا..

كيف صُودِرَت أوطاننا ممن أحبها، و سُلِّمَتْ لمن سلبها…

وكيف أننا سنعود يوماً..

سنعود ولو حتى بأرواحنا في زمن آخر…

من "بساطة*": بقلم لمى محمد

* بساطة : مجموعة مقالات في غاية البساطة..

تناقش مفاهيم بسيطة.. أفكار بسيطة.. أحلام بسيطة في عصر التعقيد.. التشريد و المفاهيم المتشعبة.

Featured Review
Tag Cloud
No tags yet.
bottom of page