2217155391851958. حفاة.. عراة
top of page

حفاة.. عراة


-أتمنى لك في العام الجديد أن تعرف معنى المشي حافياً.. وأن تقول في نهاية العام:

الحمد لله الذي ميز الإنسان بالعقل لا بالقشور، وخلقنا حفاةً عراةً.. لم يحكم علينا بزي، بتقاليد ولا بثقافة، فهو يعلم تماماً أن ديننا معاملة، وعقولنا تتمايز بقدرتها على تحطيم الأصنام الموروثة في أطر شتى..

أرادتنا القدرة العظيمة في السماء-مهما أطلقنا عليها من أسماء- أن نتعلم أن نستخدم عقلنا في ديننا، دنيتنا وفي قشورنا...

قد نرث العينين.. الأنف.. الشعر.. القامة.. القدمين...

لكن الحمد لها جعلتْ عقولنا تولد حافية وتظل حافية إذا ما استخدمناها.. عقول لا توّرّث بل تتعلم كل شيء من الصفر، فإذا ما نجحت في تحطيم أصنام التقاليد، والموروث كبرت وتميزت، فحقّ فيها قول إنسان في رحاب الإيمان..

و الإيمان:

أن ترفض أن ترث ديناً ما.. فكرة ما.. اسماً محدداً للقدرة العظيمة في السماء.. جنساً محدداً للقدرة في السماء بحيث تتأكد من ذكوريتها وتغضب إن ما قال البعض الآخر هي!

الإيمان هو أن تعلم أن الدين معاملة، وأنّ النجاح يقتضي تكرار المحاولات الشريفة..

ألا تبيع عقلك لطائفة، وألّا تعبد ملكاً و لا لحيةً..

الإيمان هو أن ترفض الفعل الشنيع لا أن ترفض من يفضح شناعة الفعل!

-الفرق بين أن تلبس أي نوع من الأحذية وبين المشي حافياً كبير.. عندما تنتعل مادة ما تفصلك عن الأرض، هي أيضاً تفصلك عن السماء!

-كيف؟

-كم عدد الحفاة في العالم؟

-لا أعرف ربما كثير، يوجد مشردون كثر...

-مشردون! ممكن، لكن..

أتكلمُ عن حفاة العقل الذين ما أطرّوه و لا غلفوّه بل استخدموه في كل كبيرة و صغيرة، فتميّزت سنواتهم و حيواتهم.. هؤلاء الذين اختار عقلهم -ليس موروثهم- طريقهم، هؤلاء الذين ما تحزبوا و لا تطيّفوا، فحقّ عليهم اسم العقلاء و وجب علينا سماعهم.

كل عام و أنتم حفاة!


Featured Review
Tag Cloud
No tags yet.
bottom of page