2217155391851958.
top of page

الأمل المكسور

  • Writer: Lama Muhammad
    Lama Muhammad
  • Nov 24
  • 2 min read
ree



هاقد مرت سنة أخرى وأصبحتُ في السادسة والأربعين.

هل سمعتم يوماً بالأمل المكسور؟

يقولون أن السيدات لا يحبون ذكر أعمارهن، هذا صحيح، فأنا أحياناً أنسى عمري، أتخيله ثمانٍ وثمانون…

من يعيش الحروب ولا يتطرف يحزن طول الوقت، والحزن يجعل الوقت طويلاً ثقيلاً، أو ربما هي صرخات المعذبين، الأطفال الجوعى و المختطفات في عصر العولمة تجعل السنين ثقيلة الحمل..

لا انتصار إن أنت وقفت ضد الظلم، الفقر، الاستباحة، طائفية السذج والحقراء، وشعوذة المستفيدين.

ما علينا، لا شيء في الحياة يحدث بالصدفة حتى تزايد الأعمار مع كثرة التفكير، هناك خيوط سمائية تحركنا، تريدنا رسائل على الأرض.. ومن يعيش حزن الجميع، تكبر حكمته لتكفل طريقاً مضيئاً إلى رب العالمين.

هل سمعتِ يوماً بالأمل المكسور؟

يقال أن الأمل مرآة كبيرة ترينا أحلامنا وقد تحققت.. ويقال أن الحروب تكسر المرآة، فتصبح شظايا كثيرة.

ما يراه المهزوم، خطر كبير، زجاج مكسور يجرح بكل شظية كانت لتكون حلماً.. أما ما يراه الحكيم، فهو أحلامه وقد تضاعفت وانتشرت يمّ الشرق والغرب، لتمنحه مساقط أحلام أخرى، ومسقط رأس أفضل.

في أحلك ساعات وحدتي وحزني سألت نفسي هذي أسئلة:

كيف تظنين أنكِ تائهة أو بلا وطن، وفيكِ يسكن الله؟

هل تذكرين بدايتك، عندما كنت تجولين على المرضى في أول مستشفى تطوعت للعمل فيه في أمريكا في الخامسة صباحاً، طبيبة جلد غير معترف بشهادتها بعد في الوطن الجديد؟

هل تذكرين كلامك لنفسك؟

سأتعلم اللغة وسأصبح الكاتبة والطبيبة النفسية التي رأيتها في مرآتي عندما كنت في الإعدادية، سأسمع قصص الناس من دواخلهم وأرى الحقائق كاملة، الكاتب الحق هو من يعرف القصة بكلها.

وعدلّتِ شهادة طب الجلد بعد جهد جهيد، ثم صرتِ الطبيبة النفسية والكاتبة.. فهل تتوقفين؟

هل سمعتَ يوماً بالأمل المكسور؟

الأمل انكسر، ليلمّك:

أن تتذكر كيف بدأت هو أفضل وصفة لتستمر.

أن تستمر رغم كل الفشل، الصعاب، الحزن، الظلم، قسوة العنصرية، وسخرية الطائفيين.

أن تنسحب من علاقات تستنزف وقتك وتأخذ طيبتك على محمل التأويل.

أن تتذكر أن الله فينا يرانا بالنوايا، وأن الغايات في عرفه لا تبرر الوسائل.

عندما تقرر أن تلمّ حلمك، انظر إلى شظايا مرآة الأمل المكسور شرقاً وغرباً، واستمر.

الله يا أحبتي كسر المرآة ليرانا من كل الاتجاهات…

كل عام والأمل المكسور يطل من بين الفزعات، العنصريين والطائفيين.. ضوء آخر في طريق استمرارنا جميعاً.

 
 
 

Comments


Featured Review
Tag Cloud
bottom of page