أركان الإيمان.. خمسة!
كان لصوت " هبة" في القاعة وقعُ الرصاص .. و رصاص الكلمة يضيءُ و لا يقتل..
بكامل حضورها و بوجه خالٍ من مستحضرات التجميل، و ملّونٍ بالجمال.. قالت:
في أم الدنيا اليوم يحذرون من حرب أهليّة بين المسلمين و المسيحيين، نحن لها!
إذا ما أشعلوها سنقاتل في صفوف المسيحيين .. ليس لأننا لسنا بمسلمين كماسيتهمونا، لكن لأن الإسلام منهم و من حروبهم و جهلهم براء..
الدين الذي تشوه بأيديهم و صار يحضّ على الكراهية هو جاهليّة في حاجة إلى ألف " محمد".
نهض ثلاثة ملتحين و امرأتين ..
إحداهما ترتدي الحجاب و الثانية مستشقرة الشعر مع كثير من مستحضرات التجميل..
بدؤوا كلهم الصراخ في وجه " هبة": كافرة.. زنديقة.. عدوة الله.. مرتدة...
وقفت " هبة" كمن أذهلته مفاجأة تكفير في زمن أصنام عائدٍ ك ( ديناصور) في بلاد عصافيرٍ و أرانب..
زمن أصنامٍ منبعثٍ من جديد ليُثبتَ أن استخدام العقل هو الضالة التي حاول الأولياء.. الرسل.. الأنبياء تعليمها للبشر...
نظرتْ إليهنّ بعزمٍ و إصرار، ثم قالتْ:
أشهد أنّ لا إله إلا الله..
و أن جميع الأنبياء و الرسل حاولوا اقناعنا بأنّ الله محبة..
أُصلِّي في محراب العقل.. و ليس من يستخدم عقله سوى مُحَطّمٍ للصنمِ فلاتحرقوه..
أصومُ عن الكذبِ.. عن السلبِ.. عن النهبِ..
عن الكسلِ..عن الانقياد الأعمى لمن يبيعون و يشترون فينا باسم الرب...
أُزكي الفقير.. ليس للتباهي بل للتماهي مع ألمٍ انقذني الله منه..
لا أسأله عن دينه قبلاً و لا بعداً، فلستُ أنا من يُحاسبُ " الله" على خلقه لغير أجدادي..
أحجّ إلى روح " الله" في قلبي.. اسأله كلّ يوم:
يا " الله" ما أحوجنا إلى طوّافٍ عقلي في محراب العلم..
على أرضٍ أورثتنا إياهافسمحنا لهم باسمك أن يسجنوا أحلامنا فيها!