مسؤولية العطر
نحن من قوم يتعلقون بالماضي.. كل تفاصيل الماضي.. يحومون حوله كعطر على عطره، فتصبح رائحة حاضرنا منه.. ويبتعد المستقبل أميالاً...
-ماذا تقصدين؟
-انظر إلينا نتحارب حول أحقية الموتى في الكراسي.. نقضي العمر نبكي على الأجداد ونهمل الأحفاد.. نشع بالفوسفور العضوي عندما نتحدث عن أرض الأديان والأبجدية..
وعندما يقولون لنا أطفالكم يتساقطون: جوعاً..فقراً..اغتصاباً..ذلاً..(شريعةً)..وتطرفاً.. نبكي في حسرة ونبدأ في تحميل الطرف الآخر-وماأكثر الأطراف- مسؤولية العطر!
-ما الحل في رأيكِ؟!
-أن نوّحد بالله.. أن نناقش القضايا لا الأشخاص.. وأن نعمل من أجل المستقبل لا الماضي..
من رواية عليّ السوري بقلم: لمى محمد
