نجت ثورة العراق...

الموالون يعتقدون أنه لو توقف سعي المعارضة لاستلام الحكم، لعادت أمور البلاد أفضل من الأول...

المعارضون يعتقدون أنه لو تغير النظام، ستتحول البلاد إلى جنة...

فيما ينظر العقلاء في خارطة المكان.. ويعلمون أن الموالاة و المعارضة.. الثورة و الحرب الأهلية.. الماضي والمستقبل.. كانوا ومازالوا جنود مخططات الدول الكبيرة التي أرادت أن تستخدم تلك البلاد كسوق لبيع السلاح.. وكجدار عازل لتأمين صفقة القرن من قبل أن تولد...

استخدم وحش الاقتصاد العالمي ظلمَ الأنظمة العربية ووأد الأحلام من قبل الحكومات غير المنتخبة في بناء شرعية الثورات..

ثم رش طائفية، طمع وحقد المعارضات، فصير الثورات -في كثير منها- عورات...

**********

نجت ثورة العراق، ولم ينجح أحد في تقسيم طائفي لشعب ذاق مرارة الحروب طويلاً...

فكان المخطط الثاني:

تحويل الثورة من ثورة ضد فساد الحكومة و النظام إلى ثورة

ضد الوجود الأمريكي والإيراني...

تصور الدهاة أن هذا سيقسم الشعب الواحد طائفياً بطريقة غير مباشرة...

لكن أثبت الشباب العراقي -مجددًا- أن زمن عبادة الأصنام ولّى.. و أن الله مع استخدام العقل ورفض الإتباع الأعمى للموروث...

العراق يعيدنا من جنود قطع شطرنج، إلى بشر يحمون أحلامهم...

من "بساطة*": بقلم لمى محمد

* بساطة : مجموعة مقالات في غاية البساطة..

تناقش مفاهيم بسيطة.. أفكار بسيطة.. أحلام بسيطة في عصر التعقيد.. التشريد و المفاهيم المتشعبة.