الله يجبرك
في نفس الزمان و غير المكان ضاعت عبير في شوارع لبنان.. لم تعرف كيف أوصلتها قدميها إلى زقاق ضيق فيه محلّ صغير يبيع الفلافل.. أحست نفسها في سوريا، و ابتسمت أكثر عندما كان البائع سوريّاً: قالت له :
- لا تسألني من أين أنت في سوريا و إلا لن أشتري.. ثم ابتسمتْ…
- الله يحميكِ من أي مكان كنتِ يا بنتي…
غصّت بالدموع قبل أن ترد:
- الله يجبرك…
مضت و هي تحس أن جبرانه لخاطرها أضاء الطريق، و ستستطيع الوصول إلى موعدها مع ديار…
جبران الخواطر عند السوريين و عند جميع العرب دعوة من القلب، لأننا جميعاً بخاطر مكسور..
كسرته الأماني المعلّقة على جدران نوافذ لأمهاتنا، أو أحلامنا..
كسرته كَسْرَتُنا عندما كان خيارنا بين البقاء في حضن الأم أو اللحاق بالحلم..
و عندما تهشم هذا الخاطر، رحنا نبحث في قلوب الآخرين عن عائلة أخرى، و أحلام أجمل…
من رواية " علي السوري" بقلم: " لمى محمد"
بغددة تحمل بين صفحاتها الجزء الثاني من رواية عليّ السوري
#عليّ_السوريّ
#بغددة_سلالم_القُرَّاص
#سلالم_القُرَّاص