رأيتُ وجه " الله"
الذنب ليس ذنبك يا صغيرة، بل ذنب أنظمة الذلِّ العربيّة التي جعلت من مواقع الأدباء و المفكرين تهمة، و من أفكارهم جريمة!
الذنب ذنب الحكومات التي سرقت الشعوب باسم الفقر في أغنى دول العالم: سياحةً، ثروة بشرية.. أو غازاً و نفطاً…
الذنب ذنب (المسؤولين) الذين أطلقوا العنان لتجار الدين و فتحوا لهم المساجد ليزرعوا فكر الحرب لا السلم.. التكفير لا الإسلام…
الذنب يا صغيرتي ذنب القطعان.
تلك التي تعتبر التفكير في أحسن الأحوال جنحة، و الخروج عن السائد بحكم العقل جناية…
الموالون الذين وقفوا إلى جانب أكاذيب الأنظمة و أنصاف حقائقهم…
المعارضون الذين كانوا نسخ الأنظمة على الجانب الآخر من أنصاف الحقائق…
***********
يا صغيرتي:
لا أعداء لي سوى القهر، الذل، الظلم وسراقيّ الأحلام…
لو أردتُ الشهرة لتحزبتُ.. و انضممتُ إلى قطيعٍ معارض.. أو جوقةِ موالاة.. لكني يا طفلتي:
أكتب لأحفاد بلا أحقاد.. و أحترم نفسي.
أنتمي لوجه الحقيقة السفليّ..
مثلي كثر يداسون كلّ يوم بالبوط العسكري.. و بشباشب اللحى المنافقة.. بركلات المتثاقفين المتحزبين إلى قبائلهم.. و حتى بأحذية مدببة لسواقط (الغناء) العربي…
أنا أقطن الأسفل.. غير مشهورة و لا أريد أن أدفع للشهرة ثمناً باهظاً.. كبكاء طفلة يتيمة من أبناء الموالين أو المعارضين.. لن أساهم في بكاء حفيدكِ و لا حفيد عدوّك!
هنا في الأسفل: نرى الحقيقة من كل جوانبها فيسمينا الناس بالرماديين.. المستقلين.. الحياديين…
بينما نحن في الحقيقة أساس البقاء لأي وطن..
من دوننا لا وطن.. لهذا أجزم أن من أحبابك كثيرٌ من المغتربين في الأرض و السماء..
أنا من أسفل الأسفل.. من المهمشين بمواهبهم لأنهم لا يُقبِلُون الأحذية.. و لا يركعون لغير الله…
نحن من أصحاب الرؤوس التي لا تنحني…
نحن ننظر دوماً إلى الأعلى .. إلى وجه الله في وجوه من رحلوا و وودعناهم أنا و أنت إلى ذات السماء…
استمري و أمثالك بالقراءة لنا.. و نحن سنستمر في محاولات إعادتك إلى أحلامك المسروقة في أوطاننا المُتَخَيَّلة!
المقال كاملاً:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=650727&fbclid=IwAR1-F-YL6G3s-PUBd8w0nnSmNFa5B-VtZUypt6CSM1kZkWky0RR-cpDsP-s