العنصريّة أنواع...
عندما يقول البعض أن سبب العنصرية الأساس هو صراع الثقافات، أتفهم وجهة نظرهم و إن لم أوافقهم.
تفهمت موقفهم أكثر بعد زيارتي يوماً لطبيبة أمريكية من أجل كشف روتيني عن الصحة، وضعتني تلك الطبيبة في خانة دول العالم الثالث، و حوّلت جلستي إلى حملة تساؤلات عن توجهي الديني، الاجتماعي و حتى السياسي…
رأيت العنصريّة في وجهها، نبرة صوتها، حركات جسدها، لكنها لم تقل ما يفتح المجال لنقاشٍ حول اختلاف الثقافات…
قررت عدم العودة لعيادتها، حمدت الله على صحتي، كون الموعد روتيني.. و عدم حاجتي لها.
لكني فكرت قليلاً: كم يدفع البسطاء ثمناً للعنصرية اللالفظية؟ هل سمعوا عن الثقافة المترابطة؟
يتميّز سكان المنطقة من المحيط إلى الخليج، و سكان الشرق عموماً: بانتماء كثير منهم إلى الثقافة المترابطة Interdependent Culture : و هي ببساطة تعني أن أناك متداخلة مع عائلتك، أطفالك، أصدقائك، زملائك في العمل.. معلمك، و حتى طبيبك…
في هذه الثقافة نجد الشخص و قد سمح للآخرين بالتدخل في حياته بشكل أو آخر.. من أبسط مثال:
عندما تدق جارتك الباب عليكِ لتشرب القهوة دون موعد..
إلى مثال أكثر تعقيداً: عندما تطلب من طبيبك/معلمك أن يساعدك في إتخاذ قرار شخصيّ…
إلى مثال معقد: عندما تعامل الناس من حولك كأقرباء.. خاصة إن كانوا من ثقافة مستقلة، و لا يفهمون معنى الثقافة المترابطة.
تشير الدراسات إلى أن سكان الغرب عموماً ينتمون إلى الثقافة المستقلة: Independent Culture:
وهنا لا يتدخل أي شخص في أنا و حياة الشخص و لا بأي شكل، مثلاً لا يمكن لك أن تدق الباب على أي شخص دون موعد.. وعندما تزور الطبيب لا يحق للأخير حتى نصحك إلا بطريقة رسميّة جداً.. أما الناس من حولك فهم غرباء.
من اختلافات جذرية، ينشأ الصراع بين الثقافة المترابطة و المستقلة.. فيحس صاحب الثقافة المترابطة أن صاحب الثقافة المستقلة لا يحترمه، بينما يحس الأخير أن الأول كاذب أو مدعيّ…
إن أحسست أن ثقافتك غير مفهومة أو محترمة في أية علاقة، حاول أن تشرح عن مفهوم الثقافة المترابطة للطرف الآخر.. في حالات كثيرة -إن لم تكن مضطراً- تستطيع الانسحاب والالتفات إلى صنع أحلامك بدلاً من إضاعة وقتك و جهدك في نقاشات -غالباً -عقيمة.
تذكر أنك في بلاد الغرب محمي بالقانون، لذلك ينجو أصحاب العنصرية اللالفظية.. فهم أدهى من أن يقولوا ما قد يحاسبون عليه…
الطب النفسي هو صديقك ليعلمك كيف تتعامل مع هذا النوع من العنصريّة.. و لكل حالة قواعد خاصة بها.
المقال كاملاً:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=637070&fbclid=IwAR1qSvdBDG19LkpXAGPZi8x8FJEZjQBIfi6-bixd7HQJYIROCtDbnJiB_iw