مات المصلّوّن و بقيت الأحذية...
نحن نكمل المشي في حياتنا بسبب أمنا و أبينا...
و مهما كان الحذاء الذي أعطوه لك قديماً، تذكر أنهم أكملوا حياتهم يحصدون مسامير الذكرى، و أشواك ال" لو" .. بينما غادرت أنت وبدأت تصنع أنا مستقلة...
ألف رحمة على من صلّى في جامع، كنيسة، كنس، أو معبد و دعا الله أن ربي" ارحم والديّ، و ساعدني في طريقي" بينما دخل المكان مجرم عنصريّ فأودى بالحلم و بالأحذية...
********
كان من السهل عليّ تغيير لقبي "محمد”، والحصول على لقب زوجي في زمن فيه من العنصرية ما فيه، لكني لم أفعل.
ليس بسبب امتناني لوالديّ فقط، و لا لأني أرى في النبيّ محمد شخصاً حكيماً و نبيلاً فقط...
لكني أردت أن أكون مثالاً جيداًيحارب بفعله البار العنصريّة ضد المسلمين، و يعرّف الناس بإسلام المعاملة.. العمل و السلام.
*********
بكى قلبي على شهداء جامع نيوزيلاندا مرتين، مرة على أبرياء قضوا بسبب التمييز العنصري.. و مرتين و أنا أرى الحرب العنصرية تتقدم، و نبوءة حمام الدم قريبة التحقق....
بكى عقلي مرات و أنا أسمع لقب " المريض النفسي" يلصق بالعنصريّة.. فيما لا يقبل أي طبيب نفسي عاقل تحويل المجرمين إلى مرضى.
********
أنا أعلم جيداً أن الأديان وجدت لتدافع عن البشر وليس العكس، وأن الدين لن ينقص ولن يزيد بي ولا بغيري، لكني أعتقد أنه من واجب كل من حمل هذا الاسم وورث هذا الدين أن يكون مثالاً للأشخاص الطيبين فيه، وأن يحاول قدر الإمكان النجاة بسمعة البسطاء الذين يتحولون بسبب داعش وأمثالها إلى إرهابيين.
المؤمن الحقيقي هو من يستخدم عقله في كل شيء.. يحترم المرأة ويساعدها على النجاح، ويعلم تماماً أن الإنسانية هي أمّ الأديان والأصيل من أيّ دين هو الملجأ بعد الله.
المسلم المسالم هو من احترم الرسول بأفعاله قبل أقواله، هو من استخدم عقله.. هو الذي لا يقبل سياسة القطيع، بل يفكر في كل صغيرة وكبيرة.. هو إنسان حقيقيّ دينه معاملة وأخلاقه ملجأ.
المسلم الحقيقي هو من يسند علم الطب النفسي ضد المشعوذين، السحرة والمهرطقين.
*******
عندما ندخل الجامع حفاة و نترك أحذيتنا على الباب.. نترك فيها ذكريات أشواك لم ندس عليها، و مسامير لم تودي بأقدامنا..
نحن نعلم أن الله هو الملجأ الأول و الملاذ الأخير... و أن السلام أكبر رسالة حملها العقلاء من المسلمين، لينقذوا الأحفاد من (تارات) الأحقاد...
أعطوا أحذيتكم لأطفالكم، و علموهم كيف يسامحون.. هكذا فقط يكون النصر...
لمى محمد