نصفك الثاني؟
يا طفلتي:
الحياة لا تحتمل شعوراً واحداً.. الحياة اجتماع الحزن ، الفرح، الدهشة، القرف، الألم، التصميم، الحب.. الكره.. و كثير من المشاعر..
الحياة لا تسير بحلم واحد، بل أحلامٌ خدَّج، أحلام طفلة، أحلام كبيرة.. كهلة.. عجوزة.. ذات احتياجات خاصة.. متقنة الصنع.. لا تعمل.. خرساء.. ثرثارة.. أحلام لا يجمع بينها إلا أنتِ!
الحياة لا تنتهي عند شخص ما، بخيبة ما.. بطعنة في الظهر.. بغيرة لا ترحم.. بحسد يزول.. الحياة لا تنتهي إلا عندما تعطيها أنتِ ترخيص النهاية!
الحياة لا تُبنَى بكِ وحدك، بل بقلوب كثيرة و عقول أكثر تدعمك و تصوّب طريقكِ.. و الامتنان كنز الأسوياء..
النرجسيون لوحدهم لا يريدون العون.. كوني ممن يطلب المساعدة و يعلقها وساماً على صدره!
الحياة لا ترضى بقتل الماضي، و لا بنكران الحاضر.. الحياة تقتضي الحكمة في ترتيب الأولويات..
و كل ما كانت أولوياتك بمغزى، كلما كنتِ من بنات الحياة، لا بنات الموروث.. التقاليد.. الحلال و الحرام!
الحياة لا تحتاج منك أن تجدي نصفك الثاني، بل أن تعرفي نصفك الأول..
من لا يعرف نفسه يحيطها بهالات الحذر، و يغطيها بملكوت الأنا، فتصبح مريضة في حاجة لنصف آخر ليتنفس و يفكر بدلاً عنها..
الحياة لا تحتمل المقارنات، و لا تقبل التوقعات..
لا تتوقعي مقابلاً لإحسانك، و لا تنتظري امتناناً من أحد.. ما نفعله من خير يخلق (كارما) حولنا، هذه الطاقة هي المقابل و هي كل ما نحصل عليه...