إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ
في مدارس الولايات المتحدة، تعد المكتبة ضمن المدرسة ركيزة لا غنى عنها، و يتم ترغيب الأطفال بالقراءة و تعليمهم فنّ استعارة الكتب و قراءتها، ثم إعادتها بكامل أناقتها.
استعارت طفلتي هذا الكتاب من مدرستها الابتدائية:
-ماما أحضرت كتاباً يحكي عربي..
-تقصدين باللغة العربيّة؟
-لا بالانكليزي، لكن عربي.. انظري هنا:
نظرتُ و رأيت كتاباً يحمل عنوان “ السلام عليكم: رسالة سلام” ..
و عندما قرأنا الكتاب حمل بين طياته تعريفاً مليئاً بالحب لجملة السلام الإسلاميّة المعروفة…
كتاب الأطفال برسوماته الملوّنة هذا كان أفضل من الغالبية العظمى لخطب عصماء عن الإسلام يقدمها شيوخ الجنس و ملكات الأيمان!
هو أفضل من ملايين الأصوات التي تصرخ بشراسة لتعرّف عن سماحة الدين…
أعقلُ من حملات التكفير الاعتباطيّة، و حملات التشهير المستهْدِفَة!
********
نعرفُ في حياتنا كثيراً من الناس، لكن الندرة منهم تستطيع إقناعنا بتغيير وجهة نظر ما.
كلّما أتعلّمُ أكثر عن النفس و أسرارها، كلّما أعرفُ أكثر أن الطريق إلى الإقناع بأيّ شيء في هذا العالم يبدأ بالسلام و بالمحبة…
طالما بقيّ الإسلام مُحْتَّلاً من قبل عبدة الجنس، المال و النفوذ فلن تقوم له قائمة…
طالما كان التشهير من نصيب التفكير.. بينما ظلّ هدر الدم وسيلة تغيير لن تقوم لنا قائمة…
فيما يحاول كثير من العرب و المسلمين إقحام الدين بالقوة و الإكراه في حياة الناس، رسالة السلام تُنشر من قبل العقلاء في الغرب لمحو سوء السمعة.
فيما يستمر العملاء بدعم شيوخ الفتنة،تدعم العقول السليمة في الغرب العلم و المساواة بين البشر...
حتى ندعم المستقبل للدين و الديدن.. حتى نسترجع فكرة الوطن الذي لا نهجره، بل نخدمه.. يجب أن تقصقص أجنحة ديوك الذكورة المنتحلين لصفة شيوخ..
يجب أن تنشأ مكتبة علمٍ مع فريق من المعلمين و المعلمات في كل جامع، و تتحول خطب الجمعة إلى جلسات علم و تعليم حول الحياة و اختلاف الثقافات.. حول الأخلاق.
تشغيل العقل عبادة..
(إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ).