هل تحتاجني؟
- كان ذكيّاً جداً من اخترع التقويم.. البشر في طبعهم يملّون، في غالبهم ينسون، وفي معظهم يحتاجون بدايات وهميّة جديدة.
- كما أنّ القلة القليلة تعرف أن البداية تحدث كل صباح، و مع كل ّ شروق شمس، كذلك قلّة تحفظ المعروف ولا تتنكر لمن ساعد و ساند، الندرة تتذكرك في محنتك وتحفظ أسرارك في غيبتك.
- الموضوع أكثر تعقيداً من ذلك.. انظر إلى البشر من حولك.. يلتموّن حول بعضهم في الأفراح، و عندما يدقّ الناقوس الحقيقي للحاجة يغيبون.. يخترع لاوعيهم أسباباً.. فتجد المساعدة الماديّة حلم، و المعنويّة منسيّة.
- أخالفك هنا.. تغيب غالبيّة الناس عندما تشعر بالضعف.. أو الاكتئاب.. أو في أحسن الأحوال الحزن و الشّدة.
الإنسان الغائب إنسان يحتاجنا.. يحتاج الدعم و الطمأنينة، و ربما بسيط السؤال: هل تحتاجني؟ هذا السؤال هو "كل عام و أنت بخير" الجملة الحقيقة لا الزائفة المكررة.
- هذا ما قصدته، الجملة الذهبيّة في العلاقات:
لا أريدك سعيداً فقط، بل أرحب بحزنك قبل فرحك.. بضعفك قبل قوتك.. بطلباتك قبل هداياك..
أنا أعرف أنك إنسان لا ملاك.. أنا لستُ ملاكاً أيضاً. أخبرني عندما تحتاجني.
- بالعودة إلى العام الجديد، لا تلعنه، فالصباحات تختلف باختلاف الأحلام.
و أعايدك:
هل تحتاجني يا صديق؟
من رواية علي السوري بقلم :" لمى محمد"