حقيبتي المقلّدة...
لفتني سؤال أحد أصدقاء الصفحة AL Katib:
-“لو وضعت في مركز مهم في الدائرة التي اعمل بها وان لم اكن اتمنى ان اوضع به مع العلم اني قادر على ادارة هذا العمل ولكن خوفي من تبعاته بين قوسين اغراءاته ما افعل ارجو المساعدة وشكراً.”
سؤالك مهم لأنك طرحت سؤالاً يلحّ على كثيرين فيقتلونه وضميرهم و يمضون في حياتهم..
قبل أن أرد، دعني أخبركم ما حصل اليوم:
كنتُ أمشي لوحدي في أحد الأسواق الأمريكية..
على الجانبين و من ضمن المحلات العاديّة تطلّ محلات الماركات العالمية الفارهة بلوائح الأسعار الخياليّة -آلاف الدولارات لحذاء أو حقيبة يد-…
المهم رأيت النسخة الأصليّة من حقيبة يديّ المقلدة رخيصة الثمن.. ذاتها.. لا يمكن التمييز بينهما إلا ب (الماركة).
إلى جانبي وقفت شابة في العشرينيات تنظر إلى الواجهة.. التفتت إليّ.. ابتسمتُ لها، فقالت حقيبتك هي الأجمل، لكنها غالية جداً.. يجب أن أصبح غنيّة لأحصل على مثلها…
ضحكت و قلت لها و أنا ابتعد : حقيبتي مقلّدة تقليد جيد..و رخيصة الثمن..أنا لست غبيّة.. أنا غنية بعلمي.
مشيت بعدها و في ذهني سؤال واحد:
كيف لامرأة مهما كانت ميسورة الحال أن تدفع ألفي دولار ثمناً لحقيبة؟
كيف لا تتخيل جلد الأطفال الجياع.. مكان جلد الحقيبة، و سلاسل عمالة الأطفال و الإتجار بالبشر مكان سلاسلها..
كيف يمكن لامرأة أن تحترم نفسها و حقيبتها أثقل من عقلها؟
عدت إلى المنزل لأقرأ سؤالك أخي، و جوابي بسيط:
-إذا آمنت بأنك تقدر ستقدر و إن آمنتْ إرادتكَ بصلابتها ستنتصر، ولو كانت حقائب الدنيا تلاحقك...
(التبعات) التي تتحدث عنها مجرد أوساخ تعلق بحذائك.. فإما أن تلعق الأوساخ .. فيلمع حذاءك و تشبع.. أو تتذكر أطفالاً بلا أحذية.
تحياتي...
لمى محمد