عن الوطن...
هناك فرق بين الولاء لأمريكا كوطن يحترم أولاده، و جميع من فيها سواسية تحت سلطة القانون.. و بين الإتفاق مع السياسة الأمريكية في شرق المتوسط -مثلاً-.. كثير من الأمريكيين لا يتفقون مع ما حدث، و كثيرون ضد ما حدث… التفكير الأبيض أو الأسود لا يحمل منطقاً و لا يخاطب العقل، هو تفكير عاطفيّ محض.. الإنسان المُعَذَّبُ تحكمه عواطفه، بينما يخضغ عقله لقانون القطيع.. و لهذا شاهدنا كثيراً من العرب يتحزبون و ينسفون بجهالة أي فكر رمادي أو وسطي.. تدمرت الأوطان و الأسوأ لم يأتِ بعد…
السؤال الذي يدور في عقول الكثيرين: - كيف لمن يدرس أو يعمل في دولة غربية حمل مكان ولادته أو وطنه في قلب.. و جوابه قابل للتبسيط- إذا ما تكلم العقل- : -الوطن ذكريات، أهل، و قانون يضمن الكرامة: إذا عاشت الذكريات تحت خط التهديد، الأهل تحت خط التشريد و الفقر.. فلا وطن… إن كان القانون ضد الكرامة.. أو متسخ بالمحسوبيات و الرشاوى -ما يسميه سكان الشرق قانون(شوربة) - فلا وطن…
عندما يهجر الإنسان بلده في سبيل قانون مساواة، و حياة كريمة فإن الذكريات تكبر و تتأصل لأنها غير مُهَدَّدَة، لهذا فإنَّ لأدبِ المهجر مصداقية و فيض مشاعر يكاد لا يُلمَسُ عند غيره…
عندما يسكن الإنسان بلاداً تحترم أبسط حقوقه: أساسيات الروح الأولى: حق التعبير.. حرية اختيار الطريق إلى الله، حق الحلم.. و أساسيات الجسد من طعام، ملبس..نظافة هواء و ماء، فإن اهتمامه يتحول للقضايا الكبيرة، تعليمه، تفوقه، و يستطيع عندها مساعدة غيره من الأهل و الأصذقاء.
الولاء للوطن الذي احتضن أحلامك و كرامتك، و احتضن بقانونه ذكرياتك، و سمح لك بمساعدة أحبابك هو وسام شرف يضعه الأصيل على صدره.. مع أمنية صغيرة بأن تصبح جميع أوطان العالم بأوسمة شرف…