عنصرية تشبههم...

في تجربة الدمية التي أجراها الزوجان " كلارك" في أمريكا منذ حوالي ثمانين عام:
اِستُخدِمَتْ دميتان متشابهتان تماماً إلا في لون البشرة، إحدى اللعبتين بيضاء بشعر أشقر و الأخرى سوداء بشعر أسود...
تم سؤال أطفال بألوان بشرة مختلفة : أيّ اللعبتين تود اللعب معها.. أي اللعبتين أجمل.. أي اللعبتين هي الطيبة...
أجاب الأطفال بمعظمهم ( و حتى السود منهم) أن اللعبة البيضاء هي الأجمل و الألطف و هي من يودون اللعب معها...
كشفت هذي النتائج عن العنصرية عند الأطفال تجاه العرق الأسود بما فيهم أطفال العرق الأسود!
كان هذا أكثر مشاهدة في حال المدارس المفصولة ( يعني للسود لوحدهم، أو للبيض لوحدهم)...
استخدمت نتائج هذه التجربة ضد الفصل بين الأعراق في المدارس...
المدهش حقاً أنه في القرن الواحد و العشرين و في تجربة دمية مشابهة قام بها صانع الأفلام " دافيس"في فلم " فتاة تشبهني" .. عام 2005 كانت النتائج مشابهة!!
و أختار الأطفال بمعظمهم الدمية البيضاء.. في بلاد أصبح حاكمها في ما بعد من اللون الأسود!
نعم هذا هو البشري يلحق بطبيعته السائد.. و ينظر بعين واحدة للمختلف.. إلا إن أُلغِيّ من البداية فكر تقييم الآخر حسب عرقه.. لونه.. دينه.. طائفته...
مهما ظلّت النزعة العنصريّة قائمة، فإنّ القانون المدني المساوي للجميع هو الحل و الفصل.
في الحروب الأهلية العربية الحالية:
نظر كلّ طرف بعين واحدة إلى الآخر و اتبع السائد و المتعارف عليه من ترهات الأجداد.. هكذا اشتعلت الحرب...
المؤسف حقاً أن المتثاقفين المتطرفين و بدلاً من دعوة الناس لفتح عيونهم .. قلعوها و استخدموها في التجارة..
و بدأت الرحلة في دائرة العين بالعين و تدمرت الأوطان...
و في بلاد لا قانون فيها منذ ما قبل الحرب، كيف لمتفائل أن يتوقع نهاية لا يطمها الخراب!