لعنة " العراق" لا تحوّل " ترامب" إلى " ابراهيم"
زار الحاكم المنفوخ بلاد الأمر بالمعروف، أقيمت الموائد والولائم.. وعم الفرح والسرور...
وبعد يومين أو شهرين تغيّر (الدين) في تلك البلاد.. وصار ما نطق به القرّاء ونادى به الثوّار في الماضي واقع وتسليم!
-سألتني " نيكول":
- لماذا لم يكتشف الناس حقيقة التزمت في " السعودية" حتى زارها " ترامب"؟ هل تحول " ترامب" إلى نسخة عن " ابراهيم"، و نادى بتحطيم أصنام الشرق؟
ابتسمتُ: -لم يكتشفوا بعد.. اكتشفوا شيئاً آخر... في داخل كل عقل " ابراهيم" : البعض يسمح له بالكلام و البعض يخافه حد الخوف من الأنظمة العربية و معارضاتها...
********
واحتاجت البلاد إلى قربان لينقذها من صيت التزمت وسمعة الإرهاب، فقدمت الأصدقاء والأشقاء قبل الأعداء كأضحية على مذبح الاعتدال...
سألتُ " سعاد" من لبنان:
-كيف حال الناس؟
-المجتمع مقسوم.. والتحزب دين وديدن.. الطوائف أكثر من الأديان، ومع كل المصاب يُرمى بالوزر على الأشقاء وبالفقر على اللاجئين...
********
كل هذا حدث تحت راية السلام، وحب الخير للجميع، فيما يقضم جراد التأسلم آثار الشرق ولا يزال مصير أصحاب القلم والمدونين الذين طالبوا بكل هذا (التحرر) مجهول...
قلت لهم:
- للعراق لعنة على الجميع، والموت الذي تجاهلتم فوعته سيطولكم قريباً...
وظنوا:
- أن رائدات القلم من النساء ناقصات عقل ودين.. وأكملوا: -كاتبة مستقلة؟ لن تغيري في شيء إلى ما بعد الموت ...
-الحقيقة أن التصفيق الصفيق لما نسميه في الشرق (مسح الجوخ) موت ذليل ليس بعده موت...
أحيا ولن أموت ذاك الموت، لأقول لكم أن تشاهدوا كيف يُستخدم الدين والموروث كورقة رابحة في تجارة الأديان.. النفط و السلطان...
لو اقتنع الشباب باستخدام عقولهم بدلاً عن ألسنة من يدعون الدين لاكتشفنا جميعاً حقيقة التزمت..
الأديان لا تحتاج من يدافع عنها، بل المفروض أنها هنا لتدافع عن الجميع..
هل نحتاج " ترامب" لينادي لنا بتحطيم الأصنام؟
هل نحتاج ذكور دين ليدلونا على طريق العقل و الله؟
*********
قلتَ لي:
نحن نغني على وقع السيوف.. فلم أصدق..
و قلتُ:
لا أجرؤ على الرقص في أرض الفناء...
و هرب الوطن من طبول المهزلة..
كيف يسكن أجساداً لم تعرف الغناء؟!
صدقني يا حبيبي:
سنلمُّ يوماً ذاك المكان..
و نرفع دور الرقص و دور العبادة..
مهلاً لا تكفرّني..
فالرقص أيضاً عبادة..
و كل لغات الأرض تفهمها السماء...