عاهرة!
- Lama Muhammad
- Aug 28, 2017
- 1 min read

هل ترافقني و تدلني على الطريق؟!
- أي طريق؟!
- أريد أن أصبح عاهرة؟!
- ويلي.. أيتها الفاجرة ..
-اسمع لا تتذمر قبل أن تعرف ما حصل و يحصل.. ما سوف يصير...
- لا أسمعك.. قتلك أفضل...
-سعدت برأيك فلأهرب...
- أنت هناك ماذا تريدين؟!
-أريد أن أصبح عاهرة...
نظر في وجهها المجعد المتعب.. و جسدها الضئيل.. ثم أشاح بوجهه عنها:
- لا تصلحين...
-أتعلم.. و العهر سياسة...
-عندي في البار جميلات كثر.. سياستهم بالفطرة.. امشي من هنا...
و تنقر على زجاج "لينين"..
- أبو الشباب.. أريد أن أتعلم السياسة لأصبح عاهرة...
- و لماذا اخترت أطول الطرق للانتحار؟!
-في بيتي أربعة أطفال جياع.. والدهم مات شهيداً في زمن أعوج..زمن الأنصاف.. نصف يترحم و نصف يرجم ذكراه.. و الزمن زمن ( صرامي) تدعس كل الأنصاف.. المدعوس يدعس داعس.. شطارة مراهقين يعني ، و أولادي حفاة.. أطيل موتي كي تصير لهم حياة...
- هذي خمس ليرات.. اشتري خبزاً و حليباً..
-"لينين" عزيزي .. أتمزح أنت ؟!.. الخبز لوحده بخمس وعشرين!
-انتظري الغد سأحضر مالاً ثمناً لهذي الأوراق..
-سعدت برأيك.. سأعود غداً...
ركضت إلى صغارها، ولدت من جديد هكذا قال ذلك الأصلع ( الرفيق).. و على الطريق.. أطل ( راع) من سيارة حديثة:
- بس بس.. أعاهرةٌ أنتِ ؟!
صمتتْ .. في خيالها مرتْ ذكرى لبيتٍ .. زوجٍ و مدينة..
وطنٌ مزقه أولادهُ حين أقروا أن الآخرَ منهم عاهر..
و (سبابٌ ) أمسى كصباح الخير.. كمساء الخير في زمن العولمةِ الصاعد...
صمتتْ تتذكر أطفالاً يبكون رغيفَ الخبز...
أخاً جندياً و آخر معتقلاً..
و أقاربَ قُسموا مابين موالٍ و معارض..
فَرَخُصَ الدم...
صمتت و الصحوة تأكلها.. قوة وطن تغمرها.. و الأم وطن.. نظرت إلى ( سيجارة) ( الراعي).. ينتظر جواباً.. بصقت، ثم أجابت:
-أسياسي تبيع وطني أنت؟! عاهر حقيقي أنت...