شال...
و هي ذاتها أمه التي وقفت ملوحةً له بشالها الأبيض و هو يغادر القرية ليلتحق بالجيش..
ببساطتها و طيبتها حفرت في قلبه اسماً لوطنه، و علماً غالياً.. علّمته:
لا يبيع الوطن إلا الجبناء...
و مضى.. أكل البوط العسكري من قدميه، عضت كرامته سيارات ( المسؤولين)، و نخر الفقر في صورة حبيبته ..
نام يوماً ليستيقظ على كابوس .. أخوةٌ أعداء، و بنادق بلا ذاكرة تصوب نارها إلى قلبه!
وحده صوتُ أمه كان معه في الانفجار..
وحده حمل روحه بعيداً عن الجثة التي استخدمت لاحقاً في التجارة...
قال لها: كل عام و أنت وطني...
لا هي سمعت، و لا الوطن عاد...