للمغتربين فقط
في زمن العولمة: المغتربون أفضل من يخبر عن البلدان التي ولدوا وعاشوا سنيناً فيها.. لا أحد يغادر مسقط رأسه ببساطة، تاركاً ذكرياته تصارع اللاوعي يومياً.. لا أحد يختار البداية من الصفر بسعادة.. بل بتحدي…
-لا يوجد مغترب يريد أن يكون لطفله: الجار، الخال، الخالة، الجد، الجدة، العم والعمة.. وأولاد الأقارب… ليس سهلاً أن تعمل ليل نهار وتقوم بكل تلك الأدوار… ليس سهلاً أن تتحول لشخص غريب وبعيد.. ينتظر الجميع منك أن تتحدث إليهم لأنك في “ أمان” .. وإن خطر في بال أحدهم أن يطمئن عليك، فالتوقعات تكون واحدة بواحدة.. تماماً قواميس الغرباء… -كل هذا يا أحلام لأن أختك نست عيد ميلادك؟ عقلك أكبر من هذا…
-لا عليا.. افهميني.. أنا أعمل هنا ليل نهار - أنت أكثر من يعرف- و لا استخدم الفيسبوك إلا لنشر تفسيرات القرآن.. بينما هي مقيمة دائمة في الفضاء الافتراضي، تعلق حتى على خلافات و تفاهات حتى من يسمون أنفسهم أهل الفن.. استخسرت في أختها في غربتها.. جملة كل عام وأنت بخير.. -بسيطة يا عزيزتي.. لا أحد في هذا العالم الافتراضي يود دون مقابل.. والمقابل هنا تعليق.. كلمة بكلمة.. معايدة بمعايدة.. مشاركة بمشاركة.. العالم الافتراضي ابن المجتمع الأمريكي وأنت وأنا نعلم جيداً أن هذا ما يحدث هنا…
-بل فهمتك.. لكن تذكري دوماً أنّ في بدايتك لحياة جديدة هنا.. واربتِ -ولو غصباً عنك ولضيق وقتك- أبواباً كثيرة .. وقلة قليلة جداً من يفتحون أبواب حيواتنا الجديدة هنا و يتقبلون اختلافها وانشغالها… أختك تحبك، لكن بطريقتها.. الغيرة شعور إنساني طبيعي جداً حتى بين الأخوة.. الحكماء فقط يعرفون أنّ الحب لا يعترف بقوانين الافتراض الحمقاء…

Comments