العلويّ يدفع الثمن مرتين!
- Lama Muhammad
- Apr 17
- 2 min read
كانوا ينطون فوق جسد عليّ المختبئ في القبر.. حابساً أنفاسه ودموعه.. علي السوري المعارض العلوي الذي ظنّ أنه بسقوط نظام الأسد الأخرس في سوريا يستطيع العودة، فاكتشف أنه سيدفع الثمن مرتين.
عليّ يعلم -كأي فرد ورث الثقافة العلويّة عن أجداده- أن المقامات جزء من استعارات وكنايات حب الحياة عند العلويين، وأن زيارتها لا تعني بأي شكل من الأشكال عبادتها، بل هي أن تشكر شخصاً ما -شيخاً في الغالب- مد يد الحسنى للفقراء والبسطاء، فزيارته كناية عن حب فعل الخير والتودد له استعارة عن التودد لله الواحد الأحد.
قال في نفسه: أنا صاحب قصة، وصاحب القصة يجب أن يعيش.
في الثلاثة أشهر الماضية، سألوه كثيراً على حواجز كثيرة: هل أنت سني أو علويّ؟ و دوماً أجاب سنيّ.
قال لي: شفع لي جواز سفري الأمريكي، لهجتي التي دبغها سكني في السعودية لأعوام وعلم الثورة الذي أرتديه في معصمي.
رأيتُ أبناء الثقافة العلويّة يعوون، لأنهم لم يكذبوا مثلي وقالوا لهم الحقيقة عندما سألوهم سؤال المرحلة الشهير: “هل أنت علوي أو سني” .. “ عووي ولاك”.. سمعتها ولم أسمع صوت فيروز.
كنتُ أكذبُ بثقة، وهذا ما قتلني.. بررت لنفسي أنني صاحب قصة، بررت أن زميلي في العمل - السني الذي والى النظام البائد للعظم- قال لي:
“ لقد أخطأ العلويون..”..
أنا المعارض الذي هُجّرتُ وسُجِنْتُ يقال لي هذا، لأنني أحمل بكل لا دينيتي ثقافة الفينيق العلمانية..” .
هل تعلمين يا عليا، يقال أن العلويين أرادوا الابتعاد عن تاريخ القتل والإجرام وتحسينه، فلجأوا للعلمانية وأسموها العلويّة، يقال أيضاً أنهم أحبوا المسيح وطيبته ولم يجرؤوا على الانضمام لثقافة الحياة المسيحية، فتبعوا مجموعة تشبه سلام المسيح.
يقال أيضاً أنهم أحبوا سلام الإسلام وأرادوا تفاسير تحترم العقل وتجعله قادراً على أنسنتها عن طريق البلاغة، الاستعارة والكناية، فصاروا علويين.
أما أنا يا صديقتي النبيلة:
لم أختر موروثي الثقافي، لكن لطالما فخرتُ بكنايات ثقافة طائر الفينيق وبعثه من الرماد، عندما أراك سأهديك قلادة طائر الفينيق.
نحن أصحاب القصة وسنبعث من الرماد كي نحكيها، يجب أن نستمر لأن جمال هذه الحياة يكمن في اختلاف ثقافاتها.
الحال في سوريا غير الحال، بعد أسابيع من سقوط الأسد، طالت جرائم الخطف والتطهير العرقي الفردية الكثيرين من أبناء الثقافة العلوية، فصلوا كثيراً منهم من أعمالهم.. ومع كل الظلم كانت الأمور لتحل، لكن بعد مجازر فاحل وأرزة، تغير الوضع.
لقد رؤوا صمت العالم أمام وحشيتهم، لذلك أقول لك لا تتفائلي وإن كان أساس الطب النفسي تفاؤل.. القادم أسوأ…
أبناء الثقافة العلوية هنا، فيحكمهم الرعب، كثيرون لا يغادروا منازلهم أبداً، وفيما يحتفل من اعتقدوا أنّ الثورة كانت لتبديل حاكم علويّ بآخر سني.. يهجم الظلم على مجتمعات الأقليات ببطء كأفعى تنتظر بث سمها، بينما ينقض على أبناء الثقافة العلويّة ديناصور جاء من زمن جاهليّ لا يشبهنا نحن السنة العلمانيون، نحن العلويون، نحن المسيحون.. نحن الدروز، نحن الكورد.. لا يشبهنا نحن أبناء ثقافة الحياة.
من #علي_السوري بقلم #لمى_محمد
علي السوري قريباً في جزء رابع.

Comments