2217155391851958. عمري أربعون
top of page

عمري أربعون


عمري اليوم أربعون!

أربعون عاماً من الفشل قبل النجاح..

من تقبل الحزن كصديق سعادة..

من القفز فوق المشاكل السخيفة.. و نثر الحلول تواضعاً و قبولاً بحكم الله في الكبيرات…

أربعون عاماً من الجد و الاجتهاد..

من احترام كل ثانية في هذا العمر القصير..

أربعون عاماً من حب جميع الناس بغض النظر عن لونهم.. دينهم.. ثقافتهم.. جنسيتهم.. قوميتهم و معتقداتهم...

من احترام كل الأهداف النبيلة و الأحلام الشجاعة..

من عدم التصفيق.. و نكران سياسة ( تمسيح ) الجوخ و تقبيل (المؤخرات)...

من قول الحق بحكم العقل..

من عدم التحزب.. كره التطرف…

مازال قلبي بلا حدود.. عقلي بلا أطر.. روحي بلا أغلال حقد.. أحلامي لا تعرف اليأس.. أهدافي ضد الكراهية.. مازال الحب سيدي و مولاي بعد الله…

أذكر عامي الماضي في لمحات:

الأولى:

عندما التمّ شمل عائلتي الصغيرة في سان دييغو في بداية العام الماضي.. كنت قد سبقت شادي و ألما إلى هنا بثلاثة شهور.. كانت الأصعب...

سافرت خلالها كل أسبوع إلى ألبوكركي الجميلة لأكون معهم.. ثم أنهى زوجي عقد عمله هناك و أنضم إليّ في جامعة كاليفورنيا…

صديقتي هناك.. طبخت لألمى و رعتها مع أطفالها.. ولولاها لكان الوضع أصعب بمرات...

عرفت عندها أنّ الله يسخر عباده لمساعدة قلبك الوحيد مهما حلكت لحظاتك..

فأحسِن انتقاء أصدقائك..

اختر من يعطيك ولا ينتظر مقابل..لكن لا تنسَ أن تغدق امتناناً بالمقابل...

من يفهم طيبتك لا من يحلّل تصرفاتك و يترجم ردّات فعلك مستخدماً قاموس الغيرة أو الحقد…

************

اللمحة الثانية:

في المؤتمر السنوي لطب الجلد:

قابلت البروفيسور الذي قال لي يوماً أن أعود إلى طب الجلد لأن لا أمل لي في الطب النفسي.. البروفسيور الذي رآني من خلال مرآة عنصريته ضد المسلمين.. و أحكامه المسبقة على العرب.. و تخيّلوا ماحدث؟

طلب مني المساعدة في الانتقال إلى جامعة كاليفورنيا في سان دييغو:

- “ أنتِ في أجمل مدينة على الأرض.. “..

قلت له أنّ حبيّ ل دمشق.. بغداد و ألبوكركي.. ما يزال مشتعلاً و أنّ تلك المدن - في نظري الأجمل على الأرض…

فردّ:

-لم أتوقع أن يرى أحد في المدن التي ذكرتها الأجمل على الأرض..

قلتُ:

- نحن مواد كيماوية تتفاعل مع المدن.. المدن القديمة تتفاعل مع الأحلام الكبيرة بطريقة ساحرة.. و أنا أحلامي كبيرة…

************

اللمحة الثالثة:

عندما قامت ثورة الشباب العراقي، و أحيت فيّ أملاً كبيراً بقدرة شبابنا على التغيير في يوم ما...

بقدرتهم على إعادة الأوطان المسروقة من قبل تجار الدين، ملوك الكراسي و قوّاد الساسة…

مازالت النبوءة أزلية بكون عودة العراق إلى عقوله مقدمة لعودة بلداننا جميعاً…

من حقنا ألا نغترب.. من حقنا أن نحيا بكرامة في أوطان لنا -غصباً عن الظَلَمة-…

الوطن الذي يطارد الأفكار سجنٌ كبير…

الوطن الذي يحاصر التفكير محتلٌٌ مهما حاول البعض تجميل الصورة البشعة…

سر الحياة يكمن في :

الاستمرار: الاستمرار بعد الفشل و الخيبات..

التجاهل: تجاهل العداوة.. تجاهل الغيرة و المصالح الشخصية…

الاستقلال: ماديّاً إن قدرت و معنويّاً و هو أضعف الإيمان…

مازال قلبي بلا حدود.. عقلي بلا أطر.. روحي بلا أغلال حقد.. أحلامي لا تعرف اليأس.. أهدافي ضد الكراهية..

مازال الحب سيدي و مولاي بعد الله…

أحبكم في الله.. كل عام و نحن معاً…


Featured Review
Tag Cloud
No tags yet.
bottom of page